الحجي مع الصحافة


السبت 16 شوال 1393هـ الموافق 10 نوفمبر العدد 754
حوار سريع مع الشاعر حمد الحجي
لقاء عبد العزيز الموسى :



الكثيرون يعرفون الشاعر الكبير حمد الحجي وما آلت إليه حالته من تدهور والمحاولات الجادة من المخصلين في علاجه فقد سبق وأن أرسل عدة مرات للعلاج في الخارج في بيروت ثم لندن وأخيراً إلى القاهرة.. ومن أجل الاطمئنان على صحته والتعرف على جدوى العلاجات التي يتناولها كانت رحلتنا إلى بلدة مرات الواقعة على طريق الحجاز.. واغتنمت هذه الفرصة السانحة لاجري معه هذا الحوار الطريف: وهناك العديد من الاسئلة التي تدور بخاطري وأهمها كيف سنلقاه..

* حالته الصحية:

- واستقبلنا حمد بالأحضان والسؤال عن الصحة فكان جوابه طبيعي (أنا في حالة حسنة وصحتي في تقدم مستمر) فمن الوهلة الأولى تغيرت الصورة التي كنت أحملها عنه بأنه لن يستطيع أن يحدثنا وسوف ينفر منا ولكنه أخذ يسألنا عن الرياض وعن الأصحاب فحمدنا الله أن صحته في تقدم مستمر كما قال.

* سأعود للدراسة:

- وكان أول سؤال أوجهه إليه ما زالت صحتك في تقدم فهل سوف تكمل دراستك ومن المعروف أن الشاعر الموهوب حمد الحجي وصل إلى السنة الثالثة في كلية اللغة العربية بالرياض فقال لي؟ (سوف أعود في العام القادم لمواصلة الدراسة) وقال أيضاً (سوف أعود في أتعب كثيراً في العودة لأن معلوماتي قديمة ونسيتها - وأكد أنه إن لم يعد إلى الدراسة فسوف يبحث عن عمل مناسب ولكنه فيما يبدو مصمم على العودة للدراسة.
* أين الشعر الآن؟

- وعن الشعر قلت له هل ما زلت تقول بعض القصائد؟
ولكنه سرعان ما أنكر انه يجيد الشعر أو يقرضه وفي هذه الأثناء كان أمامي أحد الكتب فتناولته في حب استطلاع فوجدت عليه بيتين من الشعر تعتبر بحق من عيون الشعر فقلت يا حمد من قائل هذه الأبيات فقال فوراً لا أعرفه وعندما ألحيت عليه قال لقد وجدتها مكتوبة على أحد جدران البلدة فاستهواني حفظها وهنا وجدته يسردها مع بيت آخر هو تكملة لها والأبيات هي:

رمتني يد الأقدار عن قوس كفها

فلا العيش يصفو لي ولا الموت يقرب

كأني عصفور لطفل يهينه

يقال عذاب الموت والطفل يلعب

فلا الطفل ذو عقل فيرثى لحاله

ولا الطير مبسوط الجناح فيهرب

ولكن الأستاذ محمد الشدي الذي كان رفيق الرحلة قال له ما المقصود بهذه الأبيات فشرح لنا معناها شرحاً اعطانا دليلاً قاطعاً على أنه هو قائل الأبيات رغم انكاره لقرض الشعر.
* كيف يقضي وقته؟
- وعن الوقت سألته أين تقضي أوقاتك فقال لي ان لي صديقا عزيزا علي أقضي معظم وقتي معه فدفعني حب الاستطلاع أيضاً لمعرفة هذا الصديق الذي حظي بثقته وحبه فقال لي بكل براءة انه (الراديو) وأنا أسمع القرآن الكريم وبعض البرامج الترفيهية من اذاعة الرياض والكويت ولكن في الليل أين تذهب؟ فأجابني انه يذهب لبعض الأصحاب ويكره السهر وينام مبكراً.
* وجود الصحافة في حياته:
- ووجدت عنده مجموعة من المجلات والصحف فقلت له هل تقرأ الصحف فقال أحب قراءة الصحف ولكنها قليلة في بلدتنا وما يقع في يدي اقرأه وقلت له هل تذكر أنك شاركت فيها فتنهد طويلاً وقال (أيام زمات على وقت حمد الجاسر كنت أكتب في اليمامة) وسألته ما مدى معرفته بالكتاب فقال: انه يعرف الجاسر والبواردي وذكر بعض الأسماء القديمة في صحافتنا وقلت ألا تعرف أحدا من الكتاب الحاليين فقال (لا بكل قوة مؤكداً عدم معرفته).
* هل تعرف الناس:
- يقول حمد الكثير من الناس يصادفونني ويسلمون علي دون أن أعرفهم والكثير منهم يشيرون إلي دون أن أعرف لماذا هم هكذا لا يدعونني استريح وعندما أكون سائراً بين اثنين لابد أن أسمع أحدهم يقول للآخر هذا حمد الحجي.
ويذكر والده انه في أيام الأعياد تصل إلى حمد مئات الرسائل والبرقيات كلها تهاني من مختلف مناطق المملكة وأيضاً خارجها عندما كان في حالة حسنة ويقول والده لا يزال لدينا عدد كبير من الرسائل وكروت التهاني نحتفظ بها بعيداً عنه لأنه فيما سبق مزق الكثير منها. أما اليوم فإن الكثير من أصحابه قد نسي هذا الاسم على الاطلاق ولم يعد يصل إلينا إلا القليل النادر منها.

* ذكريات القاهرة:
- ومن المعروف أنه ذهب مؤخراً إلى القاهرة للاستشفاء والعلاج وحول هذا الموضوع سألته ماذا لفت نظرك هناك؟
فقال انه لا يذكر أي شيء في القاهرة سوى النيل وشاكر عبد العزيز وأكد لي الأستاذ محمد الشدي انه كان يستريح في جلسات على النيل وانه يتحفهم بكل ما يذكر من أشعاره ولكنه سرعان ما يعود إلى الفندق ويلح في العودة إلى بلده وهذا مطلب يومي من أول يوم وصلوا فيه إلى القاهرة وهو يقول أريد العودة إلى مرات.
* نهاية المطاف:

- وبعد جلسة تقارب الساعتين في منزل حمد الحجي بمرات قمنا مودعين حمد ووالده ولكنه أبى إلا أن يودعنا وسار معنا إلى سيارتنا الواقعة بعيداً عن المنزل وقال لنا سوف أزور الرياض قريباً ورفع يده مودعاً ورفعت يدي إلى الله طالباً أن يمنح هذا الشاعر الفحل الصحة ليملأ الدنيا تغريداً كما كان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«عبدالله» شقيق الشاعر حمد الحجي في حديث لـ «ثقافة اليوم»:


لقاء وتصوير: حمود الضويحي - مراتسبعة عشر عاماً مضت على رحيل شاعر المعاناة والألم الشاعر حمد الحجي - رحمه الله - والذي يُعد وبكل صدق فارسا من فرسان الشعراء الشباب بالجزيرة العربية في وقته، وتكاد هذه السنين أن تأكل ما بقي من ذكراه الجميلة لولا ما تركه من إرث شعري كبير على حداثة سنه عند نظمه له، حيث داهمه المرض في ريعان الشباب ولم يمهله طويلاً كي يمتعنا بالمزيد منه ولكن مشيئة الله فوق كل شيء ولا راد لقضائه، وقد تصدى لنشر شعره أديبان وكاتبان كبيران يعود الفضل لله أولاً ثم لهما في توثيق عدد من قصائده التي جمعاها في ديوانين الأول ديوان حمد الحجي للأديب المؤلف الدكتور محمد بن سعد بن حسين وهو أول ما صدر عن الشاعر والثاني ديوان عذاب السنين للدكتور محمد الشدي.
كان مولد الشاعر بمدينة مرات التي تبعد عن العاصمة الرياض مسافة مائة وخمسين كيلاً وتحديداً في عام 1357ه عُرف والده بالشعر الشعبي وهو من الشعراء الفحول في عصره نشأ الشاعر يتيماً، تلقى تعليمه في مسقط رأسه .


وأُصيب بمرض عضال وهو يتلقى تعليمه الجامعي، سافر إلى العديد من الدول لتلقي العلاج وظل يتلقى العلاج حتى انتقل إلى رحمة الله تعالى في الرياض ودُفن في مسقط رأسه مرات عام 1409ه.

في مدينة مرات ومع زيارة شقيق الشاعر حمد الحجي الأستاذ عبدالله الحجي لمدينة مرات قامت «الرياض» باقتناص هذه الفرصة للالتقاء به حيث دار معه الحوار التالي:
٭ عندما نتصفح ديوان «عذاب السنين» لمؤلفه الدكتور الشدي وديوان «حمد الحجي» لمؤلفه الدكتور بن حسين نجد اختلافاً كبيراً لمعظم القصائد في بعض الألفاظ مع أنهما يذكران نفس القصيدة فما السبب في رأيكم؟

- كلاهما وكلا الكاتبين مختلفان عن جادة الصواب وسوف إن شاء الله يُطبع المجلد بعنوان «المجموعة الكاملة للشاعر حمد الحجي».

٭ هل ترى أن نتاج حمد الحجي رحمه الله قد رأى النور؟
- نعم وله ديوان سماه الشدي «عذاب السنين» حسب هواه وإنما اسمه «غبار السنين» كما سماه هو في قصيدة بنفسه.

٭ هل هناك جوانب من حياة حمد الحجي تودون الحديث عنها لم يذكرها الكتاب؟
- طبعاً هناك أكثر من جانب فحياة الشاعر مهملة جداً من ناحية الآخرين الذين لا ينتمون إلى بلده، اللهم وقد وجد هؤلاء الغرباء عن بلده من يدلهم على المساوئ والمحاسن، والله أعلم حيث يجعل رسالته، حيث إن أغلبهم اتخذوا مبدأه العلمي والفكري تجارة لهم لم يستفد منها ذووه.

٭ ماذا عن قصائد حمد الحجي التي لم تُنشر، هل لديكم قصائد جديدة لم تُنشر وهل سنرى ديواناً جديداً يحملها؟

- نعم لدي مخطوطة تحتوي على جميع أشعاره والقصائد كاملة ومؤرخة بالجريدة وسوف تأخذ طريقها في «المجموعة الكاملة» في مجلد إن شاء الله.

٭ هل ذكر شقيقكم مدينة مرات «مسقط رأسه» في شعره؟

- نعم لقد ذكر أكثر من موقف مرَّ عليه فيها فمنها قصيدة الصلاة على صبي صغير ومعاتبة طفل أرعن يقف في طريقه.

٭ ما أجمل القصائد التي قمت بنظمها؟

- أجمل قصيدة قمت بنظمها كانت في رثاء الأخ حمد رحمه الله ومطلعها:

كسوت كميتاً بالدموع الجواريا
لذكرى حبيب في المقابر ثاويا
٭ موقف لا تنساه مع شقيقك حمد الحجي رحمه الله.

- كل هذا مذكور في القصيدة المذكورة في رثاء شقيقي ومنها:
أخٌ كان والله آخره آخرتي

كريماً أبياً باذلاً لا يباليا

٭ ماذا عن شاعرية والدكم سعد الحجي رحمه الله؟

- لا زال شعره محفوظاً في أوراق وإن شاء الله بعد إلمامي بما تبقى ستخرج في ديوان شعبي حسب ما هو متبع مع الآخرين.
٭ ماذا بعد التقاعد؟
- الآن لست موظفاً ولا متقاعداً بل إنسان عادي يطلب من الله حسن الخاتمة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق